بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 13 يونيو 2011

حكومة وجهاء الريف

د.بشرى الفاضل
bushralfadil@hotmail.com

هذا المصطلح نجرته من عندي لوصف رموز الحكومة الحالية فهم وجهاء ريف ليس إلا. لو كنتم من أبناء القرى مثلي فإنكم ستنظرون إلى ضابط الجيش من أبناء القرية ولو كان برتبة ملازم باعتباره وجيهاً من وجهاء القرية.هو في نظر القرويين، أكثر وجاهة من المساعد الطبي ومن المدرس وحتى من مفتش الغيط.هذا الضابط القروي إذا نما لديه حس تآمري بالاستيلاء على السلطة بالتعاون مع زملاء آخرين فإنه يمكننا قراءة أفكاره كما يلي: ما الذي يسعى إليه؟ لا شك أنه يسعى لما يفقده في الغالب وهو الثروة والسلطة.وذلك حتى تكتمل دائرة وجاهته فإن جاءته السلطة مصحوبة بالإعلام الذي يتبعها عادة فالثروة تجيئه صاغرة ولو كان نزيها يقتصر على راتبه فحسب فرواتب الدستوريين ومكاسبهم وبيوتهم وعرباتهم وسفرياتهم وراحاتهم هي الأعلى طبعاً.
حكومتنا الحالية هي حكومة مجموعة من الضباط أبناء الريف سعوا للسلطة بطريقة غير مشروعة ونالوها فكانت حكومتهم حكومة وجهاء الريف.ومن قبلهم كان مجموعة من الضباط المدينيين من بيوتات معروفة في أمدرمان وغيرها من المدن السودانية قد سعوا للسلطة في مايو ونالوها. ومنذ عشرين سنة جاء دور الريف .كل فئة من هاتين الفئتين يمكن تصنيفها طبقياً طبعاً لكن لا يجب أن نستند على التحليل الطبقي وحده فمن السهل دمغ هؤلاء بصفة البرجوازية الصغيرة وفي نظري إن في هذا تبسيط. هؤلاء وجهاء ريف وهو تصنيف يدخل فيه التصنيف الطبقي لكن يزيد عليه بحالة كون هؤلاء قرويين . وقد رفعهم الإعلام في نظر عامة القرويين درجات فوق البشر.نحن في القرى تغيرنا الآن وأصبح المزارع والراعي والسباك والسائق والنجار قبل المدرس و(حكيم) القرية والطالب الجامعي يحلل المسائل السياسية بما يضاهي ما يفعل بعض المختصين من أساتذة العلوم السياسية. لكن في السابق كانت جداتنا كلما رأت اختراعاً كالترانزيستور مثلاً تقول محتارة
- والله الحكومة دي شديدة شدة!
كان يمكن لوجهاء الريف على أيامهن أن يتضخموا ويتضخموا بالسلطة والجاه والثروة والإعلام حتى يسموا فوق البشر.
لكن الآن كل الاكاذيب أصبحت (فشوش) والتضخم (ركه) على دبوسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق