بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 يونيو 2011

هل الديمقراطية التشاركية هي الحل؟

إن مفهوم الديمقراطية التشاركية (الديمقراطية "المستمرة" أو "المباشرة" ) يشير إلى نموذج سياسي "بديل" الديمقراطية التمثيلية، يستهدف تعزيز دور المواطنين وفي اتخاذ القرار السياسي والإقتصادي، وتمديد حدود حق المواطنين في التصويت و الترشح وعضوية المجالس المنتخبة، ليشمل الحق في الاستشارة، والتتبع و التقييم. (حقوق دائمة ومستمرة ومباشرة، تمارس بشكل يومي). إن تطبيق الديمقراطية التشاركية يتطلب مجموعة من التدابير والآليات الهادفة إلى إقرار الديمقراطية في بعدها التشاركي. هناك بعض التجارب وإن كانت على نطاق ضيق للديمقراطية التشاركية في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وبعض الدول الاسكندنافية التي تعتبر رائدة في التأسيس لتجربة الديمقراطية التشاركية. وفي منطقتنا توجد تجربة اللجان الثورية بليبيا.

للديمقراطية التشاركية سلبياتها ومخاطر تتمثل في:

  1. تعدد مراكز إتخاذ القرار، مما يحول أحيانا دون القدرة على اتخاذ القرار، وقد ينحرف الاختلاف بين هذه المراكز، إلى صراع متواصل حول السلطة.
  2. من الصعب معرفة ما إذا كانت آراء الأشخاص المشاركين في صنع القرار، تتأسس على اعتبارات موضوعية أو أنها تعبير فقط عن مصالح شخصية أو فئوية أو طبقية.
  3. الانخراط المتزايد والمكثف للجمعيات في الديمقراطية التشاركية، يؤدي إلى تحجيم دور الفاعلين التقليديين (المنتخبين وممثلي الإدارة)، بل ويخفي أحيانا التأثير غير المباشر للمنظمات الدولية ، مما ينتج عنه إنقاص للسيادة الوطنية وتقليص سلطة الدولة والمؤسسات المنتخبة.
  4. قد تتحول الديمقراطية التشاركية إلى نوع من الشعبوية السياسية، فالرجوع إلى الشعب بدون الوساطات التي تمنحها الديمقراطية التمثيلية، ينطوي على صعوبات وتعقيدات ومخاطر.

إن مفهوم الديمقراطية التشاركية مفهوم رومانسي ومثالي، من الصعب تطبيقه على أرض الواقع. وفي الحالة السودانية وقد يكون عائقا أمام إحداث التغير السياسي والإجتماعي وقد يكرس لهيمنة الرأسمالية الطفلية وسيطرتها على وسائل الانتاج.

رغم أزمة الديمقراطية التمثيلية في أفق بعدها التمثيلي لاتزال الخيار الأفضل للديمقراطية في حالة الدولة الحالية. أن إعتماد نظام تمثيل نسبي في هذه الديمقراطية يضمن تمثيل كل القوى السياسية الفاعلة قد يحسن من أدائها. أن نجاح أي نظام ديمقراطي مرتبط بتوعية الجماهير ووتحريرها من الهيمنة الإقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجموعات والفئات الإنتهازية والمسيطرة على أدوات الإنتاج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق