بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 17 يونيو 2011

الماركسية والمادية الجدلية

لا يمكن عزل الأفكار والقيم عن سياقاتها الاجتماعية، حيث أنها تمثل جزء من البنية الفوقية التي هي انعكاس للبنية التحتية (علاقات الإنتاج و وسائله). الماركسية فلسفة واقعية حسية وتمثل أداة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وفهم قوانين التطور التاريخي.

تعتبر المادية الجدلية (الماركسية) إن المادة هي كل الوجود، وان مظاهر الوجود على اختلافها نتيجة تطور متصل للقوى المادية ، وان ماهو عقلي يتطور عما هو مادي ولابد أن يفسر على أساس طبيعي. تعتبر الماركسية ان جوهر العالم هو المادة، والمادة مستقلة، ووجودها سابق على فكرتها، وما الفكر الا انعكاس لما يقع خارجه في العالم المادي الطبيعي، وفي الحياة الاقتصادية، والحياة الاجتماعية (المجتمع)، والحياة السياسي) نظام الدولة وشؤون الناس). أن الأشياء والأفكار تتفاعل معاً في حركة جدلية. إلا أن الأشياء المادية سابقة على وجود أفكارنا عنها، كما أن وجود هذه الأشياء الموجودة امامنا ولدينا في تغير دائم وتطور مستمر.

يطلق على المادة الجدلية ‘الفلسفة الاشتراكية’ بمعنى انها الفلسفة التي تعني بأن الملكية العامة لوسائل الإنتاج مشتركة بين جميع الناس. ان المادية الجدلية، لا تناقش الأمور الغيبية، لأنها لا تؤمن إلا بالمادة المحسوسة، وترى المادية الجدلية ان كل ما في الوجود يضمن عناصر متناقضة، ومتصارعة، وان التصارع بين النقيضين (الشيء وضده) ينشأ عنه شيء أرقى منه مرتبة، وهذا ما يوضح طبيعة التطور ويجعل منه تقدماً وهو ما يعرف بقانون نفي النفي.


قوانين المادية الجدلية:


  1. قانون وحدة الاضداد وصراعها.
  • يشتمل كل شيء طبيعي أو ظاهرة على طرفي تضاد، ولا يمكن ان يظلا في سلام وسكون، فمن المحتم ان يتولد الصراع بينهما
  • هذا الصراع بينهما لا يقضي على وحدة الشيء او الظاهرة، بل يقضي الى تغلب الطرف المعبر عن التقدم على الطرف الآخر فيحدث التحول، وهذا هو السبيل الى التطور، نجد التضاد في الشيء الواحد: الحار والبارد، والصلابة والليونه، والحياة والموت، والانانية والغيرية.
  • يحدث التحول حينما يتغلب طرف على الآخر دون القضاء على وحدة الشيء،
  • بالتطبيق على الواقع السياسي نجد ان المجتمع الراسمالي يشمل على البروليتاريا والبرجوازية، وكل طبقة منها تفترض وجود الطبقة الاخرى على الرغمن من تضادهما، اذ انهما سيؤلفان وحدة النظام الراسمالي.

- قانون الانتقال من التغير الكمي على التغير النوعي (الكيفي).
  • يوضح كيفية التطور،
  • التغير الكمي يحدث من ناحية المقدار أما التغير النوعي فيحدث من التحول في الكيف او الصفات.
  • ينتج التغير النوعي عندما تتراكم التغيرات الكمية وتتزايد،
  • التغيير الإجتماعي لا يتم فجأة بل بالتغيير المستمر البطيء.

३ - قانون نفي النفي (سلب السلب).

  • يكشف عن الاتجاه العام للتطور في العالم المادي،
  • فتاريخ المجتمع الانساني يتالف من حلقات نفي او سلب النظم الجديدة للنظم القديمة، فقد قضى مجتمع الرقيق على الشيوعية البدائية، وقضى مجتمع الاقطاع على مجتمع الرقيق، وقضت الرأسمالية على مجتمع الاقطاع، ثم قضى المجتمع الاشتراكي على مجتمع الراسمالية.
  • كل نظام يشتمل في نفسه على مبادئ كامنه في ذاته تكون هي السبب في القضاء عليه؛
  • فالمجتمع الراسمالي يحوي في ذاته على مبادئ ولا يعني السلب او الجديد ينسج القديم كله بل الواقع انه يستبقي من القديم افضل ما فيه فيدمجه في الجديد ويرفعه الى اعلى.

مبادئ المادية الجدلية:

  • تعبير عن صراع طبقي ومصالح مادية (جدل مادي وتاريخي)
  • ليس المهم فهم العالم بل العمل على تغييره.
  • المادة توجه العالم وتفسر التاريخ.
  • التاريخ عبارة عن صراع بين الطبقات نتيجة عوامل اقتصادية.
  • الاقتصاد وعلاقات الانتاج هما اساس كل ظاهرة اجتماعية.
  • الدعوة لتغير العالم لصالح الكادحين والمهمشين والفقراء (البولوتاريا).
  • تفسير الاحداث والتاريخ بناء على نظام الملكية.
  • محاربة إستغلال الاديان إستخداما كوسيلة لتخدير الشعوب، وخادماً للراسمالية الإمبريالية
  • الإيمان بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات.
  • الأخلاق نسبية وهي انعكاس لآلة الإنتاج.
  • القضاء على الاستغلال الفردي وسحقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق